عندما تكلمت المرايا

رحلة آسرة إلى عالم سريالي من الانعكاسات - رسائل من الداخل… كما رأتها المرايا

€3.99

انغمس في عالم "عندما تكلمت المرايا" الآسر، كتابٌ مُتقن الصنع، مُزيّن بغلافٍ مُلفتٍ للنظر، يجمع بين ألوانٍ زاهيةٍ ورسومٍ تجريديةٍ لمدنٍ. تدعو هذه الطبعة الفريدة القراء إلى رحلةٍ من الاستكشاف الفلسفي واكتشاف الذات، حيث يُثير مفهوم المرايا الناطقة تساؤلاتٍ حول المفاهيم ويُحفّز على التأمل. يُعدّ هذا الكتاب مثاليًا لمن يُقدّرون الأدب المُثير للتفكير والتصميم البصريّ الرائع، إذ يبلغ مقاسه 6 × 9 بوصات، مما يجعله مناسبًا للقراءة في المنزل أو أثناء التنقل. سواءً أكان هديةً مُلهمة أو إضافةً قيّمةً إلى مكتبتك الشخصية، فإنّ "عندما تكلمت المرايا" يُبشّر بإشعال فضولك وإثراء تجربة قراءتك.

ين جلست أكتب هذا الكتاب، لم أكن أمتلك يقينًا ولا خارطة طريق. لم أكن نقيًّا، ولا وصلت إلى حالة من السلام المطلق مع ذاتي. لم أكن ذلك الشخص الذي ينظر في المرآة كل صباح فيبتسم لأنه تصالح مع كل شيء. بل على العكس، كنت كثيرًا ما أهرب من المرآة. كنت أكتب لأنني لم أعد أحتمل الصمت في داخلي… ذلك الصمت الذي لم يكن هدوءًا، بل صراعًا مستترًا، أصواتًا متناقضة تتحدث باسمي، تحكم عليّ، تبرر لي، وتهاجمني في آنٍ واحد.
أنا لم أكتب لأنني أعرف، بل لأنني أبحث. لم أكتب لأنني أملك الإجابات، بل لأنني غصت في الأسئلة حتى اختنقت، فقررت أن أتنفس بالكلمات. كتبت لأنني شعرت أن هناك آلافًا غيري يعيشون مثلي هذا الانقسام الصامت بين ما هم عليه، وما يظهرونه، بين من يريدون أن يكونوا، ومن يفرضه عليهم الواقع.
أنا لست معلمًا، ولا منقذًا، ولا نبيًّا. أنا إنسان – ضعيف، متردد أحيانًا، تائه أحيانًا أخرى، لكنني لا زلت أختار أن أبحث. وكتبت هذا الكتاب لأقول لك: لست وحدك.
هذا الكتاب ليس وصفة، ولا دليلًا سريعًا لتطوير الذات، ولا محاولة لإقناعك أنك يجب أن تتغير لتصبح “أفضل”. لأن الحقيقة هي: إن لم تكن راغبًا في أن ترى نفسك بصدق، فلن يغيرك شيء. لا دورة، ولا كتاب، ولا كلمات محفزة. التغيير لا يُباع، ولا يُهدى. هو قرار داخلي، لحظة صدق مع النفس، حين تضع كل أقنعتك، وتهمس لنفسك: "تعبت... أريد أن أكون أنا."
حين تقرأ هذا الكتاب، قد تتغير. وقد لا يحدث شيء. قد تبكي في سطر، وقد تسأم في آخر. لكن الأهم من كل هذا، أن تسمح لنفسك بأن تُنصت، ولو لمرة، لذلك الصوت العميق الذي طالما غمرته

حين تكلّمت المرايا

حين تقرأ هذا الكتاب، قد تتغير. وقد لا يحدث شيء. قد تبكي في سطر، وقد تسأم في آخر. لكن الأهم من كل هذا، أن تسمح لنفسك بأن تُنصت، ولو لمرة، لذلك الصوت العميق الذي طالما غمرته

الضوضاء: صوتك الحقيقي.

هذا الصوت هو الذي سيسألك:

– لماذا أعيش بهذه الطريقة؟

– من أنا حين لا يراني أحد؟

– ما الذي أهرب منه طوال الوقت؟

– متى آخر مرة شعرت فيها أنني حيّ؟

قد يبدو هذا مؤلمًا، لأنه كذلك فعلًا. أن ترى ذاتك بوضوح يشبه الخروج من الظلام المفاجئ إلى النور الساطع: يوجعك أولًا، لكنه يكشف لك العالم كما هو. وعالمك الداخلي... كما هو.

لا أكتب إليك لأنني خرجت من هذا الصراع، بل لأني أعيشه كل يوم. بيني وبين نفسي، حوارات لا تنتهي. بيني وبين العالم، محاولات للفهم، ومحاولات للفشل. أنا إنسان يشبهك، ينهار أحيانًا، ويتصاعد أملًا في أحيان أخرى.

كتبت هذا الكتاب لأني كنت بحاجة أن أصدق أن الصدق ممكن. أن المواجهة لا تقتل، بل تحرر. أن الوعي المؤلم أحيانًا أجمل من الطمأنينة المزيفة. أردت أن أشاركك رحلة لم تنتهِ، لأقول لك: لا بأس أن تتألم، لا بأس أن تشك، لا بأس أن تبحث عن نفسك بين الرماد. فقط، لا تُسكت ذلك السؤال الذي في داخلك، ولا تستهين بذلك الصوت الذي يقول لك: "هناك شيء آخر... شيء يستحق أن تُحياه."

لك أن تقرر، بعد كل هذا، كيف تحيا.

هل تختار سلامًا داخليًّا، متواضعًا، نقيًّا، صادقًا؟

أم تستمر في العيش دون أن تعيش؟

القرار لك... تمامًا كما كان لي.

لكنني، على الأقل، كتبت.

وها أنت الآن، تقرأ.

وقد تبدأ الرحلة من هنا.