بين الصمت والألم: لماذا الحقيقة حول الشرق الأوسط تمس إنسانيتنا
هل تعلم أن الصمت حول ما يحدث في الشرق الأوسط، وخاصة فلسطين، يمس إنسانيتنا جميعًا؟ في هذا المقال، يناقش صلاح عبد الدايم في كتابه "الأرض المقدسة للنفاق" كيف تتحول اللغة والدين والسياسة إلى أدوات تؤثر على الواقع وتغيّب الحقيقة، وكيف يمكن لنا مواجهة الصمت وفهم الجراح العميقة التي يعانيها الناس. قراءة هذا المقال تدعوك للتفكير في المسؤولية الإنسانية المشتركة والتعاطف مع من يعانون بصمت. #فلسطين #الشرق_الأوسط #إنسانية #الصمت #حقوق_الإنسان
الثقافة والفلسفة – تأملات حول الثقافة، الفكر، فلسفة الحياة والبحث عن المعنى
Salah Abdeldayem
1/28/2024
هناك أماكن في هذا العالم يثير ذكرها وحده مشاعر قوية غضب، أمل، خوف، شعور بالذنب. الشرق الأوسط واحد من هذه الأماكن، وخاصة فلسطين. بالنسبة للكثيرين، هي مجرد نقطة جغرافية. بالنسبة لآخرين، رمز ديني. وللبعض، قضية سياسية مثيرة للجدل. لكن بالنسبة لملايين البشر، هي ببساطة: الوطن.
في كتابي "الأرض المقدسة للنفاق"، أحاول كسر الصمت ليس فقط حول ما يحدث هناك، بل أيضًا حول كيف نتعامل نحن في بقية العالم مع هذه الأحداث. الأمر لا يقتصر على الاحتلال، القنابل، والدماء. بل يتعلق بالآليات الأعمق: كيف تتحول اللغة إلى سلاح، وكيف يصبح الإيمان ذريعة، وكيف يحل الحساب السياسي محل التعاطف.
ما يحدث في فلسطين ليس حربًا كلاسيكية، بل حرب السرديات. حرب يكون فيها للكلمات مثل "الدفاع عن النفس" و"الإرهاب" تأثير مدمر أكبر من القنابل. من له الحق في الدفاع عن نفسه، ومن يُصنّف على أنه "بريء" كل هذا لا يُحدد فقط في ساحات القتال، بل في غرف الأخبار، البرلمانات، والخوارزميات الرقمية.
في هذه الحرب، الحقيقة ليست موضوعية. بل قابلة للتفاوض. وهذا هو جوهر المشكلة.
الدين يمكن أن يمنح عزاءً، ويمكن أن يوحد الناس، لكنه قد يفرقهم أيضًا , خاصة عندما يُساء استخدامه. في كتابي، أوضح كيف يتم توظيف النصوص الدينية من جميع الأطراف لتبرير العنف، الحفاظ على السلطة، وتحويل اللوم. عندما لا يسأل الإيمان بل يأمر، يفقد قلبه.
وعندما يستخدم القادة السياسيون اسم الله لتثبيت عروشهم، فهذا لم يعد إيمانًا، بل عمل تجاري.
إحدى الحقائق المؤلمة ليست فقط ما يحدث، بل كم عدد الذين يغضون الطرف. تنشر المنظمات الدولية تقارير، ويعلن السياسيون "القلق العميق"، بينما تُرسل الأسلحة، وتُبرم الصفقات الاقتصادية، وتُلقى الكلمات الدبلوماسية الفارغة. هذا الصمت ليس حياديًا، بل موقف، قرار، وشكل من أشكال العنف.
حتى العالم العربي ليس بريئًا. كثيرًا ما استخدمت فلسطين كرمز، لكنها لم تُدافع كحقيقة واقعية يعيش فيها بشر. أصبحت التضامن مجرد دعاية، وحيث كانت الكلمات عالية، غابت الأفعال.
لم أكتب هذا الكتاب لتعيين المذنبين، بل لإظهار الجراح ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في داخلنا جميعًا. لأن أنماط التهميش، والخوف، والجهل موجودة في كل مكان. هذا الكتاب هو مرآة. من يستعد للنظر فيها، لن يرى فلسطين فقط، بل سيرى نفسه.
يتعلق الأمر بـ علم نفس الصمت، الألم الذي ينتقل عبر الأجيال، الكراهية التي لا تولد بل تُعلّم، والأسئلة التي لا نطرحها خوفًا من إجاباتها المزعجة.
نداء للإنسانية
كتاب "الأرض المقدسة للنفاق" ليس تقريرًا محايدًا، بل نداء لكل من لا يزال قادرًا على الإحساس، لكل من يريد أن يفهم قبل أن يحكم، ولكل من يعتقد أن السلام أكثر من مجرد كلمة.
عندما نتعلم سماع دموع الآخرين، عندها فقط يبدأ طريق المصالحة الحقيقية.
هل تريد أن تعرف مدى عمق الصمت؟ أدعوك لقراءة هذا الكتاب. ليس لأنه يملك كل الإجابات، بل لأنه يطرح الأسئلة الصحيحة أخيرًا.
© 2025 صلاح عبد الدايم. جميع الحقوق محفوظة. جميع المحتويات بما فيها المقالات، الكتب، والنصوص على هذا الموقع محمية بحقوق الطبع والنشر ولا يجوز نسخها أو إعادة نشرها دون إذن كتابي مسبق.


