«حين تكلّمت المرايا… رحلة فكرية تكشف الذات وتعيد قراءة علاقتنا بالعالم
الكتاب لا يقدّم إجابات جاهزة، بل يفتح أبواب الأسئلة. إنه دعوة للتأمل، للمراجعة، وللجرأة في مواجهة الذات. حين "تتكلم المرايا"، فهي لا تعكس فقط ملامحنا، بل تكشف عن قصصنا الداخلية، عن مخاوفنا وأحلامنا، وعن قدرتنا على التغيير
تنبأ بالمستقبل من خلال أفعالكلكتب والمواد الإعلامية
Salah Abdeldayem - صلاح عبد الدايم
يأتي كتاب «حين تكلّمت المرايا» ليقدّم للقارئ تجربة فكرية وأدبية تتجاوز حدود السرد التقليدي، حيث تتحول المرآة من مجرد أداة انعكاس إلى رمز فلسفي يفتح أبواب التأمل والمراجعة. في هذا العمل، تُستَخدم المرآة كصوت داخلي يواجه القارئ بأسئلته العميقة حول الهوية، الحقيقة، والوعي، لتصبح القراءة أشبه برحلة داخلية يتقاطع فيها الفردي مع الإنساني العام.
الكتاب لا يسعى إلى تقديم إجابات جاهزة، بل يضع القارئ أمام مساحة من الأسئلة التي تحفّز التفكير وتدعو إلى مواجهة الذات بلا أقنعة. كل فصل يشبه وقفة أمام المرآة، حيث تُعرض صور الذات بأبعادها المختلفة: المخاوف، الأحلام، والتطلعات. هذه الوقفات لا تنغلق على التجربة الفردية، بل تنفتح على المجتمع والآخر، لتؤكد أن فهم الذات هو الخطوة الأولى نحو فهم العالم.
لغة الكتاب تجمع بين العمق الفلسفي واللمسة الأدبية، مما يجعل النصوص تحمل طابعاً مزدوجاً: فهي من جهة دعوة للتأمل الفكري، ومن جهة أخرى تجربة جمالية تُثري القارئ على مستوى اللغة والصورة. هذا المزج بين الفكر والأدب يمنح الكتاب خصوصيته، ويجعله قريباً من القارئ العام كما من الباحث والمثقف الذي يبحث عن مادة للنقاش والتحليل.
أهمية «حين تكلّمت المرايا» تكمن في أنه يفتح نافذة جديدة على موضوع الهوية والوعي، ويقدّم للقارئ فرصة لإعادة النظر في علاقته بذاته وبالآخرين. إنه عمل يذكّر بأن المرايا لا تعكس فقط الملامح الخارجية، بل تكشف أيضاً عن القصص الداخلية التي تشكّلنا، وعن قدرتنا على التغيير حين نجرؤ على مواجهة أنفسنا بصدق.
يمكن القول إن الكتاب يشكّل إضافة من حيث موضوعه وأسلوبه، ويستحق أن يُقرأ ويُناقش في الصحافة والمنتديات الفكرية. إنه ليس مجرد نص أدبي، بل مشروع فكري يطمح إلى أن يكون مرآة للتجربة الإنسانية بكل تعقيداتها، ودعوة إلى حوار مفتوح مع الذات والعالم
© 2025 صلاح عبد الدايم. جميع الحقوق محفوظة. جميع المحتويات بما فيها المقالات، الكتب، والنصوص على هذا الموقع محمية بحقوق الطبع والنشر ولا يجوز نسخها أو إعادة نشرها دون إذن كتابي مسبق.


